يتركب اللبن من 87.4% بالوزن ماء وهو الوسط الذي يجعل باقي مكونات اللبن في
صورة غروية مثل البروتين أو في صورة مستحلبة مثل الدهون أو صورة ذائبة من
الأملاح واللاكتوز. ونشاط الأنزيمات لابد أن يكون في صورة مائية، وعملية
الحلب ولا يمكن إجراؤها إلا في صورة مائية (وجعلنا من الماء كل شيء حي).
ويكون اللاكتوز (سكر اللبن) الغالبية العظمى من سكريات اللبن ويوجد في صورة
ذائبة وهو الذي يكسب اللبن الطعم الحلو الخفيف وذلك لانخفاض حلاوته وحلاوة
اللاكتوز 6/1 حلاوة السكروز وهو المصدر الحراري الموجود باللبن وهو الذي
يتحول إلى حامض اللاكتيك يساعد في عملية التجبن.
وفي اللبن نسبة 3.5% من المواد الآزوتية ومن سكر الكلوكوز والجالاكتوز ومواد
بروتينية منها الكازن والألبيومين والجلوبيولين ومواد آزوتية غير بروتينية
كاليوريا وحمض اليوريك والآمونيا والأحماض الأمينية المتعددة والمتنوعة ولها
خاصية تكميل بعضها البعض، والكازين هو العنصر الأساس في صناعة الجبن.
وتوجد في اللبن الدهون على هيئة حبيبات أو كرات مستديرة متوسط أقطارها حوالي
ميكرونات ومن هذه الدهون الجليسيريات الثلاثية والفوسفوليبدات والكوليسترول.
وهناك مجموعتان من الفيتامينات: مجموعة ذائبة في الدون وهي فيتامينات (A وD
وH وK) ومجموعة ذائبة في الماء هي: فيتامينات بالمركب ومن الأملاح المعدنية
يحتوي اللبن على (0.7%) منها 50% عبارة عن كالسيوم وفوسفور و50% الأخرى تشمل
عدداً كبيراً من العناصر المعدنية في مقدمتها الصوديوم والكلور والحديد
والنحاس.
ويوجد في اللبن من الغازات أوكسيد الكربون والنتروجين والأوكسجين، كما يحوي
عدة أنزيمات منها الأوكسيديز والبروتينير والليبير واللاكستيز والفوسفاتيز.
واللبن غذاء كامل يعدّه علماء التغذية من أفضل المواد الغذائية لأنه يضم جميع
عناصر التغذية اللازمة للجسم فهو يحتوي على المادة الكربوهيدراتية وكذا
المادتين الدهنية والبروتينية وبه أيضاً غالبية الفيتامينات والأملاح
المعدنية المتنوعة بصورة سهلة الهضم والتمثيل.
يقول علماء التغذية: إن نسبة طول العمر بين سكان بلغاريا والقوقاز والأناضول
هي أعلى نسبة في العالم والسبب في ذلك أن طعام هذه الشعوب الأساس هو اللبن
الرائب الذي أعطى لأجسامهم القدرة على التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال
المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض. إن اللبن الرائب يحوي أعلى قيمة غذائية
عرفت منذ زمن طويل في بلاد البلقان حتى أطلقوا عليه اسم (غذاء العمر الطويل).
واللبن يساعد في أنظمة النحافة فهو يحتوي من ناحية على نسبة بسيطة من
الحروريات ومن ناحية أخرى يحتوي على نسبة عالية من البروتين الذي يحفظ عضلات
الجسم والوجه خاصة قوية كما يحتوي على فيتامينات B التي تفيد الشعر والبشرة
والعينين وتساعد على مقاومة الجوع بين الوجبات.
وللبن قيمة ثمينة في شفاء الاضطرابات الهضمية بصورة خاصة وفي القضاء على
انتفاخ المعدة وجرثومة هذا اللبن التي تعيش في الأمعاء تحول اللاكتوز إلى حمض
ليني فلا تستطيع الجرثومة المؤدية الموجودة في الأمعاء أن تعيش في هذا الجو
لأن تناول عدة أقداح من اللبن يومياً يقضي عليها بسرعة.
ويجب أن يعطى اللبن إلى الأشخاص ذوي الأمعاء الضعيفة والمصابين بضعف الأعصاب
وتهييجها وبالأرق وعسر الهضم والإسهال والإمساك والتهابات الأمعاء والمعدة
كما يعطى للأطفال من سن الثمانية أو العشرة الأشهر للمصابين بالحساسية من
الحليب.
ومما يؤثر عن أهل البيت (عليهم السلام) في التطبب باللبن قول أمير المؤمنين
الإمام علي (عليه السلام): ألبان البقر دواء، وقوله: اللبن أحد اللحمين.
وقوله (عليه السلام): حسو اللبن شفاء من كل داء إلا الموت. وعن الإمام الصادق
(عليه السلام): من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن فإنه
يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوي جسمه ويشد متنه.
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء الظهر ينفع له اللبن
الحليب والعسل. وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ما وجدنا لوجع الحلق
مثل حسو اللبن.